06 Aug
الحزب الراشد

حلقات في الثقافة السياسية 1 

الممارسة الحزبية الراشدة: 

أسئلة مطروحة على أي حزب 

هل يوجد حزب يعرف متوسط عدد السعرات الحرارية التي يتناولها  الموطنين وكم يحتاجون وماذا يمكن ان يتوفر منها بمعنى اخر هل لدى حزب نسبة المواطنين الذين لايجدون غذاء كافيا ؟! هل يوجد حزب يعرف كم طبيب مقابل كل مواطن في الولايات على سبيل المثال وهل توجد خطة لديه للوصول للحد الأمثل؟! هل هناك خطة واضحة لحزب للتعامل مع موضوع النفايات سواء كانت المنزلية او نفايات المستشفيات او نفايات المصانع ؟! هل هناك حزب يعرف عدد المدارس العامة في الولايات وماهو مستوى جودة التعليم بها ومدى توفرها وانتشارها وكم عدد الطلاب الموجودين بها وماهي نسب نجاحهم في الجامعات ؟! هل هناك حزب بدأ في وضع تصور حول المشاكل الهندسية التي تعاني منها مراكز الولايات سواء من ناحية الطرق او الكباري او المباني او المصارف او الصرف الصحي؟! هل هناك احصائية حزبية او تصور واضح من حزب لعدد المواطنين المشردين او الذين ليس لهم سكن او يسكنون في سكن غير امن وغير ملائم وغير صحي وهل لدي اي حزب خطة لنقلهم نحو سكن امن وصحي وآدمي؟! هل هناك حزب لديه دراسة عن البطالة في المدن و الريف  وعن نسبتها وعن اسبابها والحلول التي يمكن ان تخاطبها؟! من نحن ؟ حزب وسطي برامجي يتعامل مع السياسة في إطارها العلمي والعملي، و يعمل على حشد الجماهير وتنظيمها حول قضاياها و اولوياتها وهو حزب لديه رؤية واضحة حول مستقبل البلد، فأي حزب يود ان يصل للسلطة يجب ان تكون لديه خطط وبرامج حول موضوعات وقضايا السلطة ولديه معلومات وإحصائيات متعلقة بالجغرافية والسكان في تلك الرقعة فضلا عن تمتع أفراده بمؤهلات وقدرات تمكنه من القيام بمهامه وممارسة السلطة بالشكل الذي يحقق أهدافه أو لديه قدرة وانفتاح للوصول للكوادر المؤهلة للتعاون معها في سبيل تنفيذ برامجه. على سبيل المثال: لايمكن ان يقوم حزب بحكم ولاية مثل ولاية الخرطوم وهو ليس لديه معلومات او برامج او كوادر مؤهلة  للتعامل مع قضايا الولاية مثل : 

1- الغذاء من ناحية توفر المنتجات والسلع ، وهل مستوى جودتها  تلائم صحة الانسان وهل متاحة بسعر يتناسب مع مستوى الدخل . 

2- صحة المواطنين من ناحية المستشفيات ومدى توفرها وجودة الخدمات التي بها  ، كم طبيب في المستشفيات مقابل كل مريض وهل الطبيب مؤهل وهل يعمل في بيئة مهيئة ، هل الدواء متوفر و هل سعره في متناول الجميع  . 

3- صحة البيئة (نفايات المنازل ، نفايات المصانع ، نفايات المستشفيات هل يتم التخلص منها بشكل علمي هل ممكن الاستفادة منها )

 4- التعليم الأساسي وتوفره ومدى قربه  ومستوى جودته/ المناهج/ البيئة التعليمية  و وجوب ان يكون الزاميا و مجانيا ، وبقيمة معقولة  بالنسبة للتعليم الثانوي و الجامعي تتناسب مع متوسط الدخل لتحسين الخدمات التعليمية.

 5- الموضوعات الهندسية (الطرق ، الكباري ، المباني، الأنقاض ، توفر السكن والايجارات ، المواطنين غير الساكنين في منازل لائقة او آمنة، المصارف ، هندسة المرور ،المواصلات - إلخ)

 6- العمل والتوظيف (فرص العمل وتوفرها ، ونسب البطالة ، ومستوى بيئة العمل ، والأجور والمرتبات ومدى كفايتها للحد الأدنى ) اذا كان هذا الحزب موجود فهو الحزب الراشد واذا لم يكن موجوداً فيجب ان نعمل لإيجاده او على الأقل نعمل على دفع أحزابنا لتتوجه في ممارسة السياسة على المستوى المحلي بهذا الأفق.

 لكن ربما يسأل سائل : الاحزاب التي تكون في المعارضة و التي لا تتوفر لديها امكانيات الحزب الحاكم  ما هي اولوياتها؟ هل هي اسقاط النظام بشتى الطرق ام ايجاد مساحة للعمل على تلك القضايا  التي تخدم المواطن؟ بالنسبة لنا في حزب المسار الوطني نقول قولا واحدا قضايا المواطن هي التي يفترض ان تكون دائرة حولها رحى معركة التغيير السلمي. الحزب الراشد يسعى لتنظيم الجماهير حول القضايا الأساسية فاذا أرادت الأحزاب  ان تجعل الجماهير تخرج لصالح التغيير و التجديد  فيتوجب عليها أن تضبط احتجاجها حول القضايا و الأولويات الوطنية و أن تجعل هدف خروجها مرتبط بذلك و تلقائيا ستقود  ليس فقط للتغيير المنشود بل الى التغيير العميق لانه لن يشمل النظام فقط بل سيشمل الأحزاب  ذاتها  لأنه سيحدث تغييراً في مستوى ممارسة السياسة من النموذج الشعاراتي وهو نموذج متفشي الى النموذج القائم على ربط المطالب بالبرامج  والأهداف والرؤية الواضحة للمستقبل. ولان احزابنا الناشطة كلها بلا استثناء أحزاب عقائدية وفي غمرة الصراع العقائدي ضاعت البرامج وما يمكن عمله وظللنا في ملهاة اسلامي/ علماني، سني/شيعي، جهوي/قومي ...الخ. مما أدى إلى تحول الصراع على السلطة الى صراع صفري. و بالتالي فان حزب المسار الوطني بوصفه حزب وسطي توافقي نأى بنفسه عن كل الصراعات الصفرية مركزا على ضرورة احترام الدستور و التغيير عبر الصندوق  و مؤسسا  لوحدة  برامجية تخاطب الشباب في المقام الأول ، و زاد على ذلك بفرض التغيير كمنهج ثابت داخل الحزب للأمانة العامة و هيئته القيادية  كل أربعة سنوات و برفض استغلال الدين و الزج به في غير معترك و  كل من يستعطف و يستهدف أصوات الجمهور  باهداف عقائدية من اجل الحكم و هذا لا يعني أن الحزب يقبل بالعلمانية أو فصل الدين عن الدولة و لكنه يترفع أن يجعل من ذلك شعاراً انتخابياً . حزب المسار الوطني المكتب الثقافي و الاعلامي

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة